تعريف موجز بكاتب المقال, مهندس مصري حاصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربية من جامعة وواترلو بكندا, حيث عمل بالجامعة باحث و معيدا بها لمدة عامين, و من واقع ما عاصره يحكي لكم عن تجربته الشخصية و ملاحظاته عن التجربة الكندية في تنمية "حب العلم" و التعلم و تطوير ملكات البحث العلمي و الابتكار للنشأ في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي و تحديدا للصغار ما بين عمر 7 و 14 سنة.
عندما بدأت دراساتي العليا في يناير 2010 كنت الاحظ من آن لآخر في محيط الجامعة و تحديدا في المباني او المناطق التي بها المعامل و الورش الهندسية الخاصة بالطلبة, حيث ان هناك معامل اخرى مخصصة لفرق الابحاث فقط و تختلف في تطورها و تخصصها عن المعامل المخصصة للطلاب و الانشطة العلمية, زيارات لاشخاص يبدو من اعمارهم انهم ليس من طلبة الجامعة و معهم عادة شباب اصغر سنا (في عمر طلبة المرحلة الثانوية حسب ما استنتجته), و اتضح لي انهم مجموعة من الاهالي مع ابنائهم الذين في غضون سنة او عدة اشهر سينهون مرحلة التعليم الثانوي و بدأوا مرحلة البحث عن افضل الجامعات للدراسة بها, و ان الجامعة تخصص لهم مجموعة من طلابها لإرشادهم داخلها و شرح إمكانيات الجامعة و نظامها التعليمي.
ثم لاحظت في الصيف و تحديدا اثناء الإجازة الصيفية للمدارس ان الجامعة تفتح ابوابها لطلاب المدارس من مختلف المراحل من خلال برنامج تعاون مع المدارس الموجودة في المدينة التي اقيم بها, وواترلو, لتقديم برنامج ترفيهي و تعليمي لهولاء الطلبة من خلال اشراكهم في العديد من الانشطة و التجارب العلمية المبسطة داخل حرم الجامعة, كذلك الذهاب بهم في جولات لفرق الابحاث المختلفة داخل الجامعة و على كل فريق بحث ان يعرض بشكل مبسط و ممتع نشاط الفريق العلمي و إن امكن بعض التجارب العلمية, و قد اتيحت لي الفرصة بشكل شخصي, كأحد اعضاء فريق "الفضاء و الصواريخ", ان اكون موجودا طوال شهر يوليو و اغسطس لمقابلة طلبة المدارس الصغار و شرح نشاط الفريق لهم و اعداد بعض التجارب العلمية المسلية لهم.
و اليوم, حيث انه أخر يوم لي في الجامعة كطالب, كنت متوجها لاحد المعامل التي اعمل بها, وجدت احد المباني ممتلئ باطفال اعمارهم بين السابعة و العاشرة, لاكتشف ان اليوم هو مسابقة "روبوت" شهيرة لطلاب المرحلة الابتدائية, ثم توقفت بعض الوقت لاشاهد جزء من فعاليات المسابقة, و الحق يقال برغم بساطة المسابقة من الناحية التنظيمية و لكن استمتعت برؤية ابتكارات و ابداع هؤلاء الصغار و كيف ان الجامعة تأخذ هذه المسابقة على محمل الجد كجزء من سياستها و مسؤليتها تجاه المجتمع.
هنا ينتهي الجزء الاول من ملاحظاتي خلال العاميين السابقين للتجربة الكندية, أرجو ان تكون مفيدة الى حد ما.